أَسهَبنَا فِيما سَبَقَ فِي الحَديثِ عَن نَظرَةِ فريجة لِلُّغاتِ الطَّبيعيَّةِ وَالانتِقَادَاتِ الَّتِي وَجَّهَهَا لَهَا مِن مُنطَلَقِ سَعيِهِ لإيجَادِ أساسٍ مَنطِقِيٍّ لِلرياضِيَّاتِ يَتَفَادِى مَا رَآهُ قُصوراً تَعبيرياً وَبُنيَوياً لِهَذِهِ اللُّغَاتِ وَرَأينَا أنَّ مُحَاوَلَاتِهِ هَذِهِ كَانَتْ مُكَمِّلَةً لِمَسَاعِي الفَلسَفَةِ الغَربِيَّةِ التَّاريخِيَّةِ لإنشَاءِ لُغَةٍ اصطِنَاعِيَّةٍ مِثَاليَّة
بَقِيَ أَن نُبدِيَ فِي هَذَا المَقطَعِ نِقَاطَ الضَّعفِ الجَّوهَريَّةِ فِي طَرحِهِ وَالَّتِي أَدَّتْ إلَى فَشَلِ مَشروعِهِ الصُّورِيِّ ثُمَّ نُظهِرُ مَا تَرَتَّبَ عَلَى هَذا الفَشَلِ مِن نَتَائِجَ مَازَالَتْ مُؤَثِّرَةً عَلَى مُعظَمِ العُلومِ الحَديثَة
يُمكِنُنَا أَن نُقَسِّمَ هَذِهِ النِقَاطِ حَسْبَ المَنظورِ العِلمِيِّ والفَلسَفِيِّ الَّذِي طُرَحَتْ فِي سِياقِهِ وَبِالرُجوعِ إلَى خَصائصِ الُّلغَةِ المِثَالِيَّةِ السَّابِقَةِ الذِّكرِ إلَى مَا يَلِي مِنَ المَقَاطِع